الكلِمَات المَلكات!
الشرقية أون لاين - 1/5/2008 م
هل تواجهك مشكلة في إيصال أفكارك للآخرين؟! هل تشعر أنك لا تستطيع التعبير جيداً عما تريده وتريد للآخرين أن يفهموه بوضوح تام؟! هل ترتعد حين تخاطب جمعاً من الناس أو تقف بينهم خطيباً؟ وأخيراً هل تشعر بأن كلماتك لا تؤدي المعنى المطلوب الذي بداخلك؟!
لعل أهم ما يميزك هو اختيارك لكلماتك، وقدرتك على أدائها بالشكل الأمثل إلى المستمعين، وسواء كان المستمعون جمهوراً أو كان شخصاً واحداً فإنك يجب أن تتقن لغة الخطاب، لأنك بذلك تمتلك مفاتيح قلوب الناس، وتستطيع إقناعهم بآرائك، وتستطيع إيصال أفكارك بأفضل أسلوب وأجمل خطاب.
عوامل كثيرة تتدخل في طريقة تحسين خطابك، فمنها امتلاكك لمفردات اللغة الكثيرة، وقدرتك عن التعبير عن المعنى الواحد بأكثر من طريقة، ومنها مهاراتك في استخدام ما يسمى (لغة الجسد) أي تعابير وجهك وحركات يديك وجسمك أثناء الحديث، ومنها أيضاً التحضير للحديث من حيث ترتيب الأفكار وتناغم الجمل وتناسق العبارات، ومنها كذلك مهاراتك في جمع الشواهد الخاصة بما تقول من قصص أو أشعار أو آيات قرآنية أو أحاديث نبوية.
يقول درسكو دروموند: (لو قُدِّر عليَّ أن أفقد كل مواهبي وملكاتي، وكان لي اختيارٌ في أن أحتفظ بمواحدة فقط، فلن أتردد في أن تكون هذه هي القدرة على التحدث لأنني من خلالها سأستطيع أن أستعيد البقية بسرعة).
إن الكلمات هي نعمة الله تعالى العظمى على عبيده، فالعالم اليوم قائم على الكلمة، فالإعلام والسياسة وحتى الجيوش تحركها الكلمات، وإن من يتقن سبك الكلمات اليوم يدير دفة الأمور، ومن لا يحسن لغة الخطاب فهو ضائع بين الناس.
والكلمات ملكات القلوب، ومفاتيح المغاليق، وهل ملكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قلوبَ أصحابه إلا بكلمه الجامع الحكيم، فهو صاحب جوامع الكلم، ومنتهى البيان والحكمة والفصاحة.
لعلك تحتاج اليوم بشدة إلى زيادة مهاراتك في الإلقاء والحديث، وأن تتعلم بسرعة مهارات الإلقاء والخطابة، وقد أصبح هذا العلم - ولله الحمد - متوفراً يُدرس ويدرب، وله أساتذة متخصصون وبارعون، وإنه قد آن الأوان لامتلاك الكلمات الملكات.